ADMINµTorrent مديــــــــ****ــــــر ومِؤســـــ****ــــــس المــــــــــــــوقـــ***ـــع
عدد المساهمات : 841 تاريخ التسجيل : 05/07/2010 العمر : 30 الموقع : https://f555f.ahlamontada.com
| موضوع: دروس في مادة الفلسفة 3 ثانوي الأحد أكتوبر 31, 2010 4:45 pm | |
| منهجية تحرير مقالة فلسفية اختيار موضوع الامتحان - الانتباه إلى كلّ أجزاء الموضوع دون استثناء، و القيام بتحديد دلالاتها، كلّ جزء على حدة. - الكشف عن العلاقات القائمة بين هذه الحدود ( حسب منطق الموضوع ). - الاهتمام بصيغة الموضوع ( لكي نتعرّف على المطلوب ). فترة القراءة الكلية للموضوع - هي في الواقع لحظة تأمل في الموضوع، قصد اكتشاف الأطروحة التي يعرضها،أو الإشكالية التي يريد طرحها...الخ. ومن ثم لابد أن نعيد قراءة الموضوعقراءة واعية تمكن من فهمه في كل أبعاده. - فهم السؤال المطروح وتحديد المطلوب من خلال الانتباه إلى صيغة المساءلة. - استخلاص تصميم عام للمقال حسب تدرج متماسك. - استحضار المادة المعرفية التي تقتضيها معالجة الموضوع استحضارا وظيفيا. منهجية تحرير مقالة فلسفي إن منهجية الكتابة في مادة الفلسفة هي مجموع الخطوات العامة التي تهيكل الموضوع، وتشكل العمود الفقري لوحدته وتماسكه. *المقدمة يتطلب بناء مقدمة لمقال فلسفي وتحريرها تمثلا لوظائفها نذكر منها بالخصوص: - إبراز دواعي طرح المشكل الفلسفي الذي يتعلق به الموضوع مثل رصد تناقض،أو رصد مفارقة أو مساءلة رأي شائع، وهذا ما يمثل على وجه التحديد وظيفة"التمهيد". التّمهيد، الذّي يمكن أن يكون بالتّعرّض إلى مثال أو إلىوضعيّة معيّنة، بالإمكان أن نطرح بصددها السّؤال المقترح في الموضوع.تجنّبوا، بصفة كلّية، خاصّة تلك العبارات الجوفاء التّي لا تعني شيئا ك: "خلق اله الإنسان وميزه عن بقية المخلوقات...أو : هذه مشكلة من أهم المشاكلالفلسفية...إلخ". - صياغة الإشكالية صياغة تساؤلية متدرجة تتمحور حول نواة الإحراج الأساسيةالتي يحيل إليها نص الموضوع وتكون هذه الصياغة متدرجة توحي بمسار التفكيرفي الموضوع المطروح دون أن تكشف مسبقا عن الحل الذي يتجه إليه التفكير . تجنب ما يلي: - تفادي مزالق من قبيل صياغة إشكالية لا تتلاءم مع المطلوب في صيغةالموضوع، أو تقديم مقال مبتور (بدون مقدمة حقيقية) أو السقوط في عرض سلسلةمن الأسئلة لا رابط منطقي بينها. - تجنّبوا، بصفة كلّية، خاصّة تلك العبارات الجوفاء التّي لا تعني شيئا ك:" خلق اله الإنسان وميزه عن بقية المخلوقات...أو : هذه مشكلة من أهمالمشاكل الفلسفية...إلخ". *التّحرير: - على التّعبير أن يكون واضحا و بسيطا، بحيث يكوم بإمكان كلّ قارئ ( حتّىو لو لم يكن منشغلا بالفلسفة ) أن يفهمه دون جهد و دون عناء. - ينبغي أن لا نصوغ أكثر من فكرة واحدة في فقرة. الأمثلة و الإحالات المرجعيّة: استعمال سندات فلسفية جدير بنا أن نستخدم، في مقالتنا، بعض الأمثلة، إما كمنطلق للتّحليل (المثال، هنا،هو وسيلة تمكّن من استخراج مفاهيم و علاقات بين مفاهيم )، وإما في نهاية عرض برهاني و نظري على فكرة، حتّى نقوم بتجسيدها و ببلورتها( إعطاءها مضمونا ). لكن لا يجب أن يغيب عن أعيننا هنا، أنّ المثال لايمكن اعتباره دليلا أو حجّة. إن وظيفة المثال تكمن في تجسيد تفكير نظريّمجرّد، أو في إثارته ( التّفكير )، و ليس في تعويضه. جدير كذلك، أن نقوم بالإحالة إلى بعض المرجعيّات الفلسفيّة المعروفة، وذلك بفضل جملة من الشّواهد التّي يشترط فيها أن تكون أمينة و موضوعة بينضفرين. ما يهمّ هنا، هو أن تكون هذه الشّواهد مدرجة و مندمجة في إطار المقالة (دون أن تكون مسقطة و متعسّفة ) و متبوعة في نفس الوقت بتوضيحات تبرز دلالةهذه الشّواهد و تحدّد العلاقة التّي يمكن أن تقوم بينها و بين المشكلالمطروح. *الخاتمة تتمثل وظيفة الخاتمة إذن في صياغة تأليفية للحلّ الذي أسسه مسار التفكيرخلال جوهر المقال. وبذلك فقط تكون الخاتمة متجاوبة مع المقدمة من حيثالمضمون ومن حيث الشكل. يتعلق الأمر هنا باستخلاص تأليفي لمكاسب التفكير في المشكل الذي يحيل إليهالموضوع وصياغة جواب إيجابي دقيق عن هذا المشكل.و يجب أن نقوم فيها بعرضالاستنتاج المتوصل إليه، لأجل ضبط العناصر التّي مكّنتنا من الإجابة عنالإشكال المطروح. ويمكن الاستفادة في بناء الخاتمة من الأسئلة الموجهة التالية: - ما هو أهم ما يمكن الاحتفاظ به من مسار التفكير السابق ( خلال جوهر المقال ) ؟ - أي تغيير وأي إثراء أو تعميق حصل في تمثلنا للمشكل في ضوء مسار التفكير السابق ؟ تتمثل وظيفة الخاتمة إذن في صياغة تأليفية للحلّ الذي أسسه مسار التفكيرخلال جوهر المقال. وبذلك فقط تكون الخاتمة متجاوبة مع المقدمة من حيثالمضمون ومن حيث الشكل. مقالة في معالجة مضمون النص الكشف عن المشكل الذّي تمثّل أطروحة النص حلاّ له. و يكون ذلك إمّا: بشكل مباشر: " ما هو السّؤال الذّي تقدّم الأطروحة حلاّ له ؟ ". بشكل غير مباشر: " ما هي الأفكار و المواقف المعارضة لأطروحة النّص ؟ إذاكانت الأطروحة خاطئة، فما هو الموقف البديل الذّي يمكننا إثباته ؟ ألايمكن البرهنة على صحّة أطروحة مناقضة لأطروحة النّص ؟ ". بالاستناد إلىالإجابات التّي نقدّمها عن هذه الأسئلة، نحاول البحث عن السّؤال الذّييمكن أن يقبل، كإجابات ممكنة عنه، في نفس الوقت، أطروحة النّص من جهة والأطروحات المناقضة لها من جهة أخرى. استخراج الإشكاليّة بطريقة غير مباشرة يقتضي تشكيل مفارقة تحتوي مواجهة بين أطروحات متضادّة. الكشف عن أطروحة النّص: تبيّن الحلّ الذّي يقترحه الكاتب لتجاوز مشكل معيّن " ماذا يثبت الكاتب ؟ ماذا يطرح ؟ عن ماذا يدافع ؟ ما هي الفكرة التّييريد التّوصّل إليها ؟ بماذا يريد إقناعنا ؟ ماذا يريد أن يفهمنا ؟ ما هي،في آخر الأمر، الفكرة الأشدّ أهمّية و حضورا في النّص ؟ " تمثّل الحلّ أو الإمساك ب: أطروحة النّص و الوسائل التّي استعملها الكاتب في عمليّة الإثبات و البرهنة. التّساؤل عن قيمة الأطروحة: ينبغي إذن، بصفة إجماليّة، أن نقوم بالبرهنة ( و ليس فقط بالإقرار ) علىأنّ أطروحة النّص أكثر قيمة من جملة الآراء المعارضة لها. أو بتوضيح كيفأنّ أطروحة النّص محدودة و نسبيّة ( إمكان نقدها ) و ثانيا إبراز دواعياستبدالها بأخرى. و يمكن أن نقوم بهذه العمليّة النّقديّة في رحلتين: النّقد الدّاخلي للنّص: الكشف عن مواطن ضعفه و إثارة الانتباه إلى بعضالمقاطع التّي تغيب فيها الدقّة اللاّزمة و الوقوف على وجود بعضالافتراضات اللاّ مبرهن عليها أو حتّى الخاطئة الخ.. و يكون ذلك أيضابتبيان الإستتباعات السّلبيّة للحلّ الذّي يقدّمه النّص. النّقد الخارجي للنّص: و يكون بمواجهة أطروحة النّص بأطروحة أخرى مناقضةيقع البرهنة عليها ( من المستحسن أن تكون مستمدّة من مرجعيّة فلسفيّةمعروفة، معاصرة لكاتب النّص أو لاحقة له ).و لا يجب، في هذا المجال، إهمالالنّص و لا الإشكال الذّي يطرحه. الخاتمة: تكون ذلك بحوصلة كلّ الأفكار الهامّة التّي انتهى إليها جوهر الموضوع تحليلا و تقييما و تقديم إجابة تبعا للنتائج المتوصل إليها .
التحليل النفسي عند فرويد يرى فرويد أن الجهاز النفسي بناء ثلاثي التكوين، وأن كل جانب في هذاالتكوين يتمتع بصفات وميزات خاصة، ، هذه الجهات أو الجوانب الثلاثة هي:(الهو) ، و(الأنا) ، و(الأنا الأعلى). أما(الهو): فذلك القسم الأولي المبكر الذي يضم كل ما يحمله الطفل معه منذالولادة من الأجيال السابقة وانه يحمل ما يسميه فرويد الغرائز ومن بينهاغرائز اللذة والحياة والموت.وهو يعمل تحت سيطرة ما يضمه منها. وما هوموجود فيه لا يخضع إذن لمبدأ الواقع أو مبادئ العلاقات المنطقية للأشياءبل يندفع بمبدأ اللذة الابتدائي، وكثيراً ما ينطوي على دوافع متضاربة. انه لا شعوري وهو يمثل الطبيعة الابتدائية والحيوانية في الإنسان. وأما(الأنا): فينشأ ويتطور لأن الطفل لا يستطيع أن يشبع دوافع (الهو)بالطريقة الابتدائية التي تخصها، ويكون عليه أن يواجه العالم الخارجي وانيكتسب من بعض الصفات والمميزات وإذا كان (الهو) يعمل تبعاً لمبادئهالابتدائية الذاتية، فإن(الأنا) يستطيع أن يميز بين حقيقة داخلية وحقيقةواقعية خارجية. فالأنا من هذه الناحية يخضع لمبدأ الواقع، ويفكر تفكيراًواقعياً موضوعياً ومعقولاً يسعى فيه إلى أن يكون متمشياً مع الأوضاعالاجتماعية المقبولة. هكذا يقوم (الأنا) بعملين أساسين في نفسالوقت:أحدهما أن يحمي الشخصية من الأخطار التي تهددها في العالم الخارجي،والثاني أن يوفر نشر التوتر الداخلي واستخدامه في سبيل إشباع الغرائز التييحملها(الهو) وفي سبيل تحقيق الغرض الأول يكون على الأنا أن يسيطر علىالغرائز ويضبطها لأن إشباعها بالطريقة الابتدائية المرتبطة معها يمكن أنيؤدي إلى خطر على الشخص.فالاعتداء على الآخرين بتأثير التوتر الناشئ عنالغضب يمكن أن يؤدي إلى ردّ الآخرين رداً يمكن أن يكون خطراً على حياةالمعتدي نفسه وهكذا يقرر الأنا (متى) و(أين) و(كيف) يمكن لدافع ما أن يحققغرضه ـ أي أن على (الأنا) أن يحتفظ بالتوتر حتى يجد الموضوع المناسبلنشره. وهكذا يعمل الأنا طبقاً لمبدأ (الواقع) مخضعاً مبدأ اللذة لحكمهمؤقتاً. ونأتي إلى الجانب الثالث وهو الأنا الأعلى: هنا نجد أنفسنا أمام حاضنللقيم والمثل الاجتماعية والدينية التي ربى الطفل عليها في بيته ومدرستهومجتمعه. (فالأنا الأعلى) يمثل الضمير المحاسب، وهو يتجه نحو الكمال بدلاًمن اللذة، ولهذا (الأنا الأعلى) مظهران، الضمير والأنا المثالي. يمثلالأول الحاكم بينما يمثل الثاني القيم. فإذا أردنا تلخيص هذا البناء الثلاثي الداخلي للشخصية كما يراه بعض العلماء قلنا ما يلي: إن الأنا هو الذي يوجه وينظم عمليات تكيف الشخصية مع البيئة، كما ينظمويضبط الدوافع التي تدفع بالشخص إلى العمل، ويسعى جاهداً إلى الوصولبالشخصية إلى الأهداف المرسومة التي يقبلها الواقع، والمبدأ في كل ذلك هوالواقع. إلا أنه مقيد في هذه العمليات بما ينطوي عليه (الهو) من حاجات، وما يصدرعن (الأنا الأعلى) من أوامر ونواهي وتوجيهات فإذا عجز عن تأدية مهمتهوالتوفيق بين ما يتطلبه العالم الخارجي وما يتطلبه (الهو) وما يمليه(الأنا الأعلى) كان في حالة من الصراع يحدث أحياناً أن يقوده إلىالاضطرابات النفسية.
التفكير الرياضي مقدمة: لقد جعل أرسطو aristote من المنطق مقدمة لكل العلوم، غير أن الطابعالتحليلي في لمنطق جعل الكثير يصفه بالعقيم لأن النتيجة متضمنة في إحدىالمقدمتين وفي المقدمة لكبرى على وجه الخصوص، مما أدى إلى البحث عن منطقجديد للعلم هو المنطق المادي والبحث عن مدخل لمختلف العلوم فرض الرياضياتالتي أصبحت لغة للعلم بدلا عن لغة المنطق. وأصبحت الأنظار مشدودة إليها تؤكد قيمتها وأهميتها، وفي هذا الإطار تطرحأسئلة كثيرة، ماذا يراد بالرياضيات؛ ما هو موضوعها؟ ما هي المبادئ التيتقوم عليها؟ كيف يحقق الرياضي قضاياه؟ ثم ما هو موقعها في الفكر الإنسانيعموما وما أثارها في العلم على وجه الدقة؟ مفهوم الرياضيات: الرياضيات علم يختص بدراسة الكم أو المقدار القابل للقياس، سواء كان هذا الكم متصلا [هندسة] أو كان كما منفصلا [حساب]. 1. الكم المتصل: يسمى هذا الكم متصلا تعبيرا عن موضوعات الهندسة [أطوالا،مساحات، أشكالا،...الخ] إذ يلاحظ عدم وجود فجوات بين وحداته فالمستقيم هوعدد لا نهائي من النقاط المتصلة على استقامة واحدة، يتميز الكم المتصل أوالهندسي بأنه كم عقلي مشخص يفترض مكانا. 2. الكم المنفصل: وهو موضوع للحساب يتميز موضوعه بأنه مجرد وسمي منفصلالانفصال وحداته ووجود ثغرات أو فجوات بينها فمثلا العد 1-2-3....الخ فبينهذه القيم عدد لا نهائي من لقيم. تطور هذا الفرع فظهر الجبر مع الخوارزميثم التحليل مع ديكارت. نتيجة: الرياضيات علم يختص بدراسة المفاهيم الكمية المجردة. مبادئ الرياضيات: طالما أن موضوع الرياضيات نظري فالأكيد أن الرياضي سينطلق من مبادئ ضروريةلهذا النمط من التفكير وقد حدد أقليدس 03 أنواع من هذه المبادئ، ظل ينظرإليها على أنها ضرورية لكل رياضي وهي: 1. البديهيات axiomes - évidence يقصد بالبديهية كل قضية واضحة بذاتها لا تحاج إلى برهان أو كما يقال هيحكم تحليلي محموله متضمن في موضوعه فمبادئ العقل مثلا بديهيات. وفي الرياضيات حدد إقليدس 05 بديهيات هي: الكميات المتساوية فيما بينها تظل كميات متساوية إذا أضيفت كميات متساوية إلى أخرى متساوية أعطية كميات متساوية. إذا طرحت كميات متساوية من كميات متساوية أعطيت كميات متساوية. الكميات المتطابقة متساوية. الكل أكبر من الجزء مميزات البديهية: واضحة بذاتها لا تحتاج إلى برهان تتميز البديهية بأنها عامة تلزم جميع العقول كما تلزم في جميع المعارف تتميز البديهية بأنها ثابتة سابقة عن التجربة تدرك بالبداهة بشكل حدسي من نسيج العقل. المسلمة: postulats وهي قضية بسيطة يضعها العالم ويطالبنا بالتسليم بهاعلى أساس أنه سيبني عليها نسقا رياضيا متماسكا. وأشهرها في الرياضيات تلكالتي حددها إقليدس. من الممكن الوصل بين أية نقطتي بخط مستقيم يمكن مد القطعة المستقيمة من جهة إلى ما لا نهاية. يمكن رسم الدائرة إذا علم مركزها ونصف قطرها. الزوايا القائمة متساوية. من نقطة خارج مستقيم لا يمكن أن يمر إلا مواز واحد لذلك المستقيم خصائص ومميزات المسلمة: قضية بسيطة ولكنها أقل وضوحا من البديهية المسلمة خاصة في مقابل البديهية التي توصف بأنها عامة أي خاصة بالعالم لذي يضعها كما تختص بالمجال المعرفي. المسلمة متغيرة. بعدية. التعريفات: يراد بالتعريف تحديد مفهوم أي حد أو لفظ بذكر خصائصه الجوهريةقدر الإمكان، وإذا استثنينا البديهيات والمسلمات فما تبقى في الرياضياتعبارة عن كائنات أو مفاهيم، أي أنها مصدر ثراء الرياضيات ، ويميزالرياضيون بين تعريفات تحليلية وأخرى تركيبية. البرهان الرياضي: طالما أن الرياضي يتناول موضوعا نظريا مجردا وينطلق من مبادئ عقليةفالأكيد أن المنهج الذي يتبعه الرياضي هو منهج عقلي أي أن طريقة البرهنةفي الرياضيات استنتاجية ينتقل فيها الرياضي من مقدمات وصولا إلى نتيجةلازمة بصورة ضرورية، على أن طابع الحركة في البرهنة الرياضية وفيالاستنتاج الرياضي ثنائية يمكن أن تكون تحليلية أو تركيبية. أ. البرهان التحليلي: وهو الذي ينطلق فيه الرياضي من قضايا معقدة أو عامة إلى قضايا بسيطة أو خاصة قد تكون مبدءا من المبادئ لسابقة. مثلا: البرهنة على أن مجموع ضلعي أي مثلث أكبر دائما من الضلع الثالث. ترد هذه القضية إلى المسلمة القائلة: المستقيم أقصر بين نقطتين. ب. البرهان الرياضي التركيبي: وهو الذي ينطلق فيه الرياضي من قضايا بسيطةأو خاصة في حركة إنشائية تركيبية ليصل إلى نتيجة معقدة أو عامة. مثلا" ضرب معادلتين من الدرجة I يؤدي وينتج معادلة من الدرجة II مشكلة أساس الرياضيات: إن ما وضحناه سابقا من مبادئ وطريقة للبرهنة فهو في الحقيقة متعلق بمايعرف بالرياضيات التي وضعها وأسس لها إقليدس وظلت تلك المبادئ كذلك إلىغاية القرن 19 حينما حاول لوبا تشوفسكي (1793-1856) أن يبرهن المسلمة 05لإقليدس فوجد نفسه أمام نسق جديد، إذا افترض أن من نقطة خارج مستقيم يمكنأن نمرر عددا لا متناهيا من الموازيات ثم محاولة ريمان (1826-1866) الذيافترض أنه من نقطة خارج مستقيم لا يمكن أن نمرر أي مواز على الإطلاق ليجدهو الآخر نفسه أمام نسقا ثالثا متميزا. مثلا: نسق ريمان نسق لوبا تشكوفسكي نسق إقليدس - السطح كروي محدود > 0- من نقطة خارج مستقيم لا يمكن أن نمرر أي موازعلى الإطلاق.- مجموع زوايا المثلث أكبر من 180 - السطح مقعر يمتد إلى مالانهاية انحناؤه أقل من الصفر- من نقطة خارج مستقيم يمكن تمرير عدد لانهائي من المتوازيات- مجموع زوايا المثلث< 180 السطح مستو يمتد إلى مالانهاية إنحناؤه = 0- من نقطة خرج مستقيم لا يمكن أن نمرر إلا مواز واحدفقط - مجموع زوايا المثلث= 180 هذه الملاحظات طرحت السؤال التالي: هل المبادئ التي وضعها إقليدس ضروريةفي الرياضيات أم أن هذه المبادئ لا تلزم إلا الرياضيات الإقليديةالتقليدية؟ هل يعني ذلك أننا لا يمكن الحديث عن بديهية في الرياضيات؟ وإذاكان هذا الفرض ممكنا كيف سننظر إلى اليقين الرياضي هل مطلق أم نسبي؟ الموقف I أنصار الرياضيات التقليدية: المبادئ في الرياضيات بديهيات ثابتةومن ثمة فالمبادئ لازمة لكل رياضي حفاظا على اليقين الرياضي، لقد ظلديكارت معجبا بفكرة البداهة وجعلها من الأفكار الفطرية الخالدة، وسعى جاهدلتصور منهج في الفلسفة، قائما على البداهة "لا أقبل شيئا على أنه صحيح إلاإذا كان بديهيا" وعليه فمهمة الرياضي هي الإضافة وليست إعادة النظر. إن الغاية من الالتزام بمبادئ الرياضيات كما وضعها إقليدس هي ضمان اليقين للرياضيات. النقد: يبدو هذا الموقف متماسكا من الناحية النظرية، ولكن تاريخ الرياضياتوتطورها أثبتا العكس، إذ أمكن مراجعة المسلمة الخامسة لإقليدس. الموقفII: أنصار الرياضيات الأكسيومية: إذا عدنا إلى الأنساق لسابقة تبينلنا أن الرياضيين المحدثين لا يرون حرجا في إعادة النظر في المبادئ. ليسهنا بديهيات ثابتة، بل الموجود أوليات Axoimes وهي قضايا بسيطة لا نحكمعليها لا بالصدق ولا بالكذب، بل مجرد منطلقات يحق للرياضي أن يضع منها مايشاء وفعلا لقد استطاع ريمان أن يفترض أنه من نقطة خارج مستقيم لا يمكن أننمرر أي مواز على الإطلاق وافتراض لوباتشوسكي أنه من نقطة خارج مستقيميمكن أن نمرر عددا لا نهائيا من المتوازيات. النقد: رفض البديهيات ترتبت عليه أزمة حادة في الرياضيات عرفت بأزمة اليقين الرياضي نتيجة: في ظل الجدل السابق انتهت الرياضيات إلى أن تعدد الأنساق أصبحتحقيقة قائمة وليس من حق أيا كان أن يقيس نتائج نسق بنسق آخر بل كل نسقيتوفر على اليقين طالما هنالك تماسكا منطقيا بين النتائج والمقدمات ليصبحوضع الأوليات شرطا في الرياضيات الحديثة. مشكلة الرياضيات والمنطق: أ. ضبط المشكلة: تنتمي الرياضيات إلى العلوم الصورية فموضوعاتها نظريةمجردة ومنهجها استنتاجي تلزم فيه النتائج عن المقدمات وهو أمر مر بنا فيالمنطق الصوري، إذ يتميز الاستدلال فيه بكونه استنتاجيا، ثم أن تطورالرياضيات انتهى إلى ما يسمى بالمنطق الرياضي فهل يعني أن الرياضيات ترتدإلى أصول منطقية أم أن الرياضيات رياضيات والمنطق منطق؟ ب. التحليل: 1. الموقف الرياضي: ينظر الرياضيون باستعلاء إلى المنطق، ورفضوا أن ترد الرياضيات إلى المنطق لأنها ببساطة علم مستقل بكل المعاني. إن عناصر الاختلاف والتباين بين الرياضيات والمنطق أقوى من عناصر التشابه،فمن ناحية النشأة تعود الرياضيات إلى واضع مبادئها إقليدس ويعود المنطقإلى الفيلسوف أرسطو، الرياضيات علم مستقل والمنطق مدخل للفلسفة كمايختلفان في الموضوع والمنهج والنتائج، فالموضوع الرياضي، كمي، رمزي بينماالموضوع المنطقي، لغوي، كيفي أم المنهج فهو في الرياضيات تحليلي وتركيبيلا يكتفي بالبرهنة بل يؤدي إلى الإبداع بينما الاستدلال المنطقي تحليليفقط يصلح للبرهنة والإقناع، لينعكس كل ذلك على النتائج فهي كمية إبداعيةفي الرياضيات، تحصيل حاصل في المنطق، هذا الموازنة تفيد أن الرياضيات علممستقل لا يرتد إلى الرياضيات ومن دعاة هذا الطرح، هنري بوانكاريوقوبلو...الخ. النقد: يصح هذا الموقف لو كان القصد بالرياضيات تلك التي وضع أقليدس أسسهاوبالمنطق، المنطق الأرسطي ولكن الرياضيات لم تبق كما وضع إقليدس مبادئهاولم يبق المنطق كما أراده أرسطو، فظهور المنطق الرمزي يدفع إلى إعادةالنظر. 2. الموقف المنطقي: دافع برتراند راسل بقوة على الموقف القائل أنالرياضيات في تطورها انتهت إلى المنطق وهو يقصد المنطق الرياضي الذي يعدأعلى شكل بلغته الرياضيات في هذا التطور يتحدى راسل الرياضيين والمناطقةعلى حد سواء أن يضعوا خطا فاصلا بين الرياضيات والمنطق، ... فالمنطق يمثلطور الرجولة والنضج والبلوغ للرياضيات والدليل منجزات المنطق الرياضي. النقد: يبدو أن راسل يعني في نظريته المنطق الرياضي وهو من هذا الزاوية صحيح ولكن الرياضيات ليست هي المنطق الرياضي. نتيجة: لا ترتد الرياضيات إلى المنطق إلا جزئيا. مشكلة أثر الرياضيات في العلوم [الرياضيات ومعرفة الواقع]: كيف تكون معرفة الواقع، معرفة رياضية؟ أ. ضبط المشكلة: كتب أرسطو قائلا: "إن نبل الرياضيات يرجع إلى أنها لاتحقق أية منفعة" بمعنى أن قيمة الرياضيات تكمن في كونها نظرية مجردة منزهةعن كل ما هو مادي، وسميت الرياضيات كذلك لأنها رياضة عقلية، لكن ظهورالعلوم المختلفة واستعارتها لغة الدقة من الرياضيات، غير النظرة إلىالرياضيات وأصبح يعول عليها كثيرا في فهمنا للواقع فكيف ذلك؟ أين يتجلىأثر الرياضيات وما قيمة هذا التأثير. ب. التحليل: أ. تتميز الرياضيات بخاصيتين أساسيتين: أولا كونها كمية دقيقة تعبر عنقضاياها في صورة رموز تعوض التعبير اللغوي المتداول وما فيه من مخاطرالذاتية وتجنب الفكر الوصف الكيفي الساذج. ثانيا كونها عقلانية صورية تجد انسجامها في منطقها وكأن الرياضيات جمعتبين خاصيتين جوهريتين الدقة من جهة واليقين من جهة ثانية، هذا ما جعلالرياضيات مطمح العلوم، بل أصبحت علمية العلم موقوفة على مدى لتشبيهبالرياضيات إذ عدها أو جست كونت "آلة ضرورية لجميع العلوم" ووصفت بأنها"العلم السيد"... ب. نقرأ هذا التأثير في العلوم التجريبية المختلفة، فإذا أخذنا على سبيلالمثال الفيزياء لتبين لنا أن النقلة النوعية في هذا العلم كانت مع غاليليالذي كان يقول: "إن الطبيعة كتاب مفتوح نقرأ فيه بلغة رياضية" بل يردفقائلا: "إن الفيزياء الحقة هي تلك التي تمارس ممارسة قبلية" أي تتصور فيالذهن قبل أن تمارس في الواقع العملي وكأن الفيزياء ما أصبحت علما إلاحينما استعارت الخاصيتين التكميم والعقلنة، إن تأثر الفيزياء بالرياضياتلم يبق في حدود اللغة والرمز بل أصبحت دقة القانون مرهونة بصياغتهارياضية... يمكن أن نواصل كشف تأثير الرياضيات في كل العلوم [الفلك، البيولوجيا، العلوم الإنسانية...الخ]. ج. نكتشف من المثال السابق أن الرياضيات وغن كانت في طبيعتها نظرية ومنزهةعن الواقع، إذ يتعامل الرياضي مع كائنات مجردة فإن أثرها كان عظيما في فهمالواقع ويمكننا أن نعمم لنقول أن أثرها شمل حتى الفلسفة فالعقلانيةالحديثة جرحت من عقلانية تقول أن لعقل وعاء به مبادئ كما كان يتصور ديكارتإلى عقلانية تنظر إلى العقل كطاقة للمعرفة تضع ما تشاء من المبادئ يذكرناهذا بقول فيثاغورس قديما الكون أعداد.
المسؤولية و الجزاء مقدمة:يوصف الإنسان بأنه كائن أخلاقي بحاكم أفعاله ومن دون شك أن هذا التقييموهذه المحاكمة نابعة من كون الإنسان مكلفا يشعر بالإلزام مرة أمام نفسهومرة أمام غيره وهذا الإلزام يجعلنا نصفه بأنه مسئولا فماذا نعنيبالمسؤولية ؟ ومتى يكون الإنسان مسؤولا؟...الخ. مفهوم المسؤولية: قد يفهم من المسؤولية في معناها العام الشائع السلطةوحينها يكون حب المسؤولية مساويا لحب السلطة أو كأن يقال جاء المسؤولالفلاني أي من يشغل منصبا معينا بيده الحل و الربط - لكن هذا المعنى يبدوسطحيا و ضيقا فهو لا يكشف عن طبيعة المسؤولية كما يجعلها من اختصاص أفراددون آخرين. أما لغة فالمسؤولية مشتقة من السؤال وهي تعني من كان في وضع السؤال والمساءلة. وفي الاصطلاح: وهي الوضع الذي يجب فيه على التفاعل أن يسأل عن أفعاله - أييعترف بأنها أفعاله و يتحمل نتائج هذه الأفعال وكما يقال باختصار:- هي"التبعية التي تلزم عن الفعل". شرطا المسؤولية: إن قراءة التعريف السابق تكشف على أن الوضع الذي يكون فيه الفاعل مسؤولا عن أفعاله هو وضع مشروط و ليس مطلقا. وهذا يعني أن المسؤولية لا تقوم إلا بشرطين هما: العقل: ومعناه القدرة على التمييز في الأفعال بين حسنها وقبيحها وهذاالشرط يستثني بالضرورة الطفل الصغر الذي لم يبلغ سن الرشد و لم تسمح لهمداركه معرفة الخير والشر, كما تستبعد الدواب والبهائم لأنها فاقدة أصلالهذه الخاصية وهذا ما يجعل المسؤولية ظاهرة إنسانية. الحرية: ونعني بذلك قدرة الفرد على القيام بالفعل وقد اتخذ المعتزلة منالتكلف دليلا على الحرية الإرادة و هذا يكشف عن ارتباط الفعل بحرية صاحبه-وهذا الشرط يستثني الواقع تحت إكراه كالعبد. أنواع المسؤولية: إن القراءة المتأنية دوما للتعريف السابق تدفعنا إلى سؤال ما هي السلطة التي يكون الإنسان مسئولا أمامها؟ هناك مواقف يكون الفرد مسؤولا أمام نفسه و لا يحاسبه القانون على ذلك كانلا يفي الفرد بوعد قطعة على نفسه ' وهناك مواقف يكون الفرد مسؤولا ليسأمام نفسه فقط: بل أمام الغير سواء من خلال العرف أو القانون. وتبعا لذلكفالمسؤولية نوعان : -1 مسؤولية أخلاقية : وهي التي يكون فيها الفاعل أمام سلطة الضمير الأخلاقي ذاتية داخلية أساسها المطلق النية أو الباعث فقد يبدو لنا أن الشخص مجرما سفاحا وهو يشعر في قرارة نفسه بأنه ليس كذلك الجزاء فيها شعوري نفسي الجزاء فيها ثنائي ثواب وعقاب -2 مسؤولية اجتماعية وهي التي يكون فيها الإنسان أمام سلطة المجتمع موضوعية خارجية أساسها نتيجة الفعل بالدرجة الأولى وخاصة في المسؤولية المدنية التي لا تنظر إلا إلى الضرر -الجزاء فيها مادي تعويض أو قصاصا أو هما معا الجزاء فيها.....يغلب عليه طابع العقابد رغم هذا التمايز إلا آن التداخل بينهما قوي فالمسؤولية الأخلاقية أساسللمسؤولية الاجتماعية في نظر الأخلاقيين على الأقل إذا لا يستطيع الإنسانأن يتحمل نتائج أفعاله أقام الآخرين , إذا لم يكن لديه شعورا بالمسؤولية .بينما ينظر الاجتماعيون إلى أن المسؤولية الاجتماعية هي الأساس بحكم أنالشعور الأخلاقي (الضمير) هو نتيجة حتمية للنشأة والتربية وهو انعكاسللواقع الاجتماعي . مشكلة وظيفة الجزاء ضبط المشكلة: لا يختلف اثنان على أن الجزاء هو النتيجة الطبيعية لكونالإنسان مسؤولا لا يتحمل تبعات فعله أو كما يقال هو ما يستحقه الفاعل منثواب أو عقاب, على أن الجزاء في المسؤولية الاجتماعية يأخذ في الغالب طابعالعقاب, بمعنى إذا تم خرق القانون و الاعتداء على حقيقة الغير وممتلكاتهماعتبر الفاعل جانيا مجرما وجب عقابه جزاءا لجنايته أو جرمه. لكن تقدم العلوم الإنسانية و الاهتمام بالسلوك الإجرامي و البحث في أسبابهحول الأنظار إلى وظيفة الجزاء أو العقاب و طرح السؤال التالي: لماذا نعاقبالجاني إذا جنى و المجرم إذا أجرم هل نعاقبه لاعتبارات أخلاقية أوالاعتبارات اجتماعية إصلاحية ؟ بمعنى هل الغاية من العقاب هي إحقاق وإنصافالعدالة أو الغاية من اجتماعية هي الإصلاح والعلاج والمداواة وكف الجريمة ؟ التحليل: أولا: النظرية العقلية الأخلاقية والمثالية والكلاسيكية داب الفلاسفة المثاليون منذ القيد على النظر الإنسان بوصفه كائنا متميزا عن غيره من الكائنات وهو يتميز بخاصتين جوهريتين تشكلان إنسانية وكينونة أولهماالعقل وثانيهما الحرية والقدرة على الاختيار ولما كان كذلك فهو مسؤول بشكلمطلق يتحمل نتائج أفعاله كاملة وبموجب هذه المقدمات يكون الجزاء ضروري فيجميع الأصول و الغاية منه بالاساس: هي إحقاق الحق وإنصاف العادلة الأكثر ولا اقل ويقصد بإحقاق الحق, أن الجاني يأخذ جزاءه بوصفه إنسانا يستحق أنتلتحق به نتائج أفعاله وفي هذا السياق يؤكد العقلانيون منهم كانط أنالجزاء حق من حقوق الجاني لا ينبغي إسقاطه احتراما لإنسانيته أما إنصافالعدالة فتعني الحرص على المساواة أمام القانون إذ لا ينبغي النظر إلىالفاعل ومن يكون ؟ وما هي ظروفه؟ ثم المساواة بين الجرم و العقوبة إذ لاينبغي أن يكون الجزاء أكثر أو اقل من الفعل, وفي جميع الأحوال لا محلللبواعث و الأسباب, لقد قال افلاطون قديما :"أن الله بريء و أن البشر همالمسؤولون عن اختيارهم الحر , والى شيء من هذا يذهب كانط غلى أن الشريرمختار الله بإرادة حرة ." النقد: من الضروري أن يلحق الفعل بفاعله, وان يتحمل الفرد نتائج أفعاله ولكن الإصرار على وصف الإنسان بالكائن المتميز الحر و العاقل الذي لا يخضعفيه تجاهل للواقع وضغوطه وهو ما يدفع باستمرار إلى طرح السؤال هل منالمنطقي والمعقول أن يختار الإنسان بعقله وحريته الشر مجانا؟ يعتقد الحتميون أن المجرم مجرم بالضرورة وطبقا لصرامة التفكير ولك بصفةعامة على ؟انه محصلة حتمية لأسباب سابقة و يصدق ذلك بشكل أو في على جريمةفهي ظاهرة طبيعية تربط بأسباب موضوعية يكفي كشفها و ضبطها وتحدد الوسائلالتي نحد بها من تأـثيرها حتى تختص الجريمة بشكل تلقائي وحتمي و عليهفالجزاء كجزاء لا معنى له بل ينبغي الكف وطلاقا عن توظيف مفاهيم مثاليةنظرية ميتافيزيقية في مجال العلم وإذا اقترضنا انه من الضروري أن نعاقبفلا يكون العقاب هدفا في حد ذاته بل يهدف كف الجريمة والقضاء عليها كحالالمجرم بالعادة في نظر لومبروزو الذي ينبغي ا استئصاله ونفيه وعزله عنالمجتمع أو حال المجرم بالضرورة الذي لا آمل و لا رجاء في علاجه أو إصلاححاله إذ ينبغي القضاء عليه قبل ارتكاب الفعل وهو نفس الشيء الذي يسميهالاجتماعية وان وإجراءات الدفاع الاجتماعي والتي نذكر منها الحيلولة بين المجرم و المجتمع حتى لا يكون خطرا على المجتمع (العزل) التحقيق لمعرفة الأسباب تحديد الإجراءات الملائمة وفي جميع الأحوال يتجه مجهود الوضعيين إلى تامين الحياة الاجتماعية وكف الجريمة ومن ثمة يظل الهدف من الجزاء اجتماعيا فقط ولا نميز. نقد: إن كان لا نعترض على صيغة الدراسة العلمية للسلوك وتحديد أسباباالجريمة و لا نعترض كذلك على تامين الحياة الاجتماعية من الجريمة إلا أنمنطق الحتميين قادر إلى عكس النتائج المتوقعة فالجريمة ازدادت انتشارا فيالمجتمعات التي استجاب تشريعها لنداءات الوضعيين الحتميين.
الشعور و اللاشعور مقدمة: إذا كان من المؤكد إن الإنسان ككائن حي يشترك مع غيره من الكائنات الحيةفي مجمل الوظائف الحيوية، فإنه يبدو أن الإنسان يزيد عن غيره من هذهالكائنات بالوعي فينطبع سلوكه بطابع من المعقولية و الذي يصطلح على تسميتهعادة بالشعور و الذي يمكننا من فهم ذواتنا و فهم ما يحيط بنا و تكفيالمقارنة بين نائم و يقظ لنكتشف الفرق بينهما فاليقظ يعرف حالته النفسيةبل و يستطيع صفها بينما يلاحظ العجز عند النائم كما يستطيع اليقظ أن يضبطأفعاله و يعطيها طابعا إراديا عكس النائم الذي يفتقد القدرة على ذلك، إنالفرق بين الاثنين كامن في الشعور و هذا يعني أنه يكتسب أهمية بالغة فيحياتنا إذ يشكل الأساس لكل معرفة و من ثمة لا نستغرب كيف أن جميع الفلاسفةينطلقون من مسلمة أن الإنسان كائن عاقل واع و بناء على .... تقدم نطرحالأسئلة التالية: ماذا يراد بالشعور؟ بماذا يتميز؟ هل يتصف دوما بالوضوح والقصدية أم يمكن أن يكون باهتا مختلطا؟ و الأهم هل الشعور و الوعي يطبع كلسلوكياتنا ليكون هو المقوم الوحيد لحياتنا النفسية أم أن الشعور لا يشملكل الحياة النفسية بل بعضها مما يفتح المجال لفاعلية أخرى تؤثر في السلوكهي فاعلية اللاشعور؟ مفهوم الشعور: أ- المفهوم العامي: كثيرا نا تستعمل كلمة الشعور مرادفة للإحساس كأن يقالشعرت بالجوع أو أحسست بالجوع، كما تستعمل للتعبير عن الحالات النفسيةالباطنية كالشعور بالفرح. نقد: يعترض علماء النفس على المساواة بين الشعور و الإحساس ذلك أن الإحساسعملية بيولوجية يشتر فيه الإنسان و الحيوان بينما الشعور عملية نفسيةقوامها الوعي و الإدراك و المعرفة و من ثمة فهو خاص بالإنسان وحده. ب- المفهوم الاصطلاحي: تشير موسوعة لالاند الفلسفية أن الشعور يطلق علىمجموعتين من العمليات، "الأولى الأكثر تداولا تكون الفكرة الرئيسية هيفكرة حالة عاطفية و في الثانية تكون فكرة المعرفة، لاسيما المعرفةالمباشرة". و هذا يعني أن الشعور هو إدراك المرء لذاته، أفعاله وانفعالاته إدراكا مباشرا أو هو الاطلاع على ما يجري في النفس، أو هوالاطلاع المباشر على ما يجول في داخلنا من حالات شعورية. خصائص الشعور: من المفاهيم السابقة نكتشف أن الشعور يتصف بالخصائص التالية: 1/ الشعور إنساني: أي أن الشعور ظاهرة إنسانية بل هو الذي يعطي للإنسانإنسانيته فالحيوان قد يحس بالألم و لكنه لا يشعر بالألم ولا يعيه. 2/ الشعور ذاتي: كل خبرة شعورية تعبير عن حالة الفرد ذاته إذ لكل فرد منا إدراكاته و انفعالاته و عواطفه. 3/ الشعور حدس: أي أنه معرفة مباشرة، دون اللجوء إلى وسائط فالفرح لا يحتاج إلى شهادة من أحد تثبت فرحه. 4/ الشعور تيار مستمر ومتصل و دائم و متغير: و هذا يعني أن الشعور النفسيتيار لا ينقطع لقد أشار برغسون إلى هذه الخاصية و وصف الشعور بأنه ديمومةمتجددة كما يتصف بالتغير من حيث الموضوع أو من حيث الشدة. 5/ الشعور انتقاء و اصطفاء: إذا كانت ساحة الشعور ضيقة لا تستوعب كلالأحوال الشعورية دفعة واحدة فهذا يعني أن الإنسان ينتقي منها ما يهمه فيالحياة اليومية. 6/ الشعور كل متشابك: و هذا معناه أن الحالة النفسية ظاهرة معقدة ترتبط بجملة من الشروط النفسية و العضوية و الاجتماعية. الشعور و الحياة النفسية: أ- النظرية التقيدية: اعتقد الكثير من الفلاسفة و من بعدهم علماء النفس أنالشعور قوام الحياة الإنسانية و لعل أوضح اتجاه فلسفي أكد هذه الحقيقة وبشكل قطعي هو الاتجاه العقلاني الذي أرسى دعائمه ديكارت من خلال الكوجيتو"أنا أفكر إذن أنا موجود" غير أن الفكرة أخذت عمقها مع علم النفس التقليديو ننتقي للتعبير عنه برغسون مؤسس علم النفس الاستبطاني و معه وليام جيمسفي بداية حياته هذا الأخير الذي كتب يقول "إن علم النفس هو وصف وتفسيرللأحوال الشعورية من حيث هي كذلك" لقد ناضل علماء النفس التقليديون فيالبدء ضد النزعة المادية السلوكية التي أنكرت وجود النفس و رأت في الظواهرالنفسية و الأحوال الشعورية مجرد صدى للنشاط الجسمي، غير أن فكرة الشعوركأساس للحوادث النفسية تعزز مع الظواهرية، إذا أعطى إدموند هوسرل بعداجديدا للمبدأ الديكارتي "أنا أفكر إذن أنا موجود" و حوله إلى مبدأ جديدسماه الكوجيتاتوم و نصه "أنا أفكر في شيء ما، فذاتي المفكرة إذن موجودة".و معناه أن الشعور ل يقوم بذاته و إنما يتجه بطبعه نحو موضوعاته. يلزم عن موقف كهذا أن ل حياة نفسية إلا ما قام على الشعور أي لا وجودلفاعلية أخرى تحكم السلوك سوى فاعلية الوعي و الشعور و من ثمة فعلم النفسالتقليدي على حد تعبير هنري آي في كتابه الوعي "و قد قام علم النفسالتقليدي على المعقولية التامة هذه و على التطابق المطلق بين الموضوع والعلم به و تضع دعواه الأساسية أن الشعور و الحياة النفسية مترادفان". إذا أردنا أن نقرأ الحجة التي يركن إليها هؤلاء وجدناها منطقية في طابعهافإذا كان ما هو شعوري نفسي فما هو نفسي شعوري أيضا و ما هو خارج الشعور لايمكنه إلا أن يكف عن الوجود إذ كيف السبيل إلى إثبات ما لا يقبل الشعور ويلزم عن ذلك أن الحياة الشعورية مساوية تماما للحياة النفسية و اعكس صحيح. زيادة على حجة نفسية إذ الدليل على الطابع الواعي للسلوك هو شهادة الشعور ذاته كملاحظة داخلية. النقد: إذا كان الاعتقاد بأن ما هو شعوري نفسي صحيحا فإن عكس القضيةالقائل كل ما هو نفسي شعوري غير صحيح من الناحية المنطقية إذ الأصح أنيقال بعض ما هو نفسي شعوري أما من الناحية الواقعية فالسؤال الذي يطرح هوكيف نفسر بعض السلوكات التي نؤتيها و لا ندري لها سببا. ب- النظرية اللاشعورية: قبل الحديث عن النظرية اللاشعورية ينبغي أن نفرقبين المعنى العام للاشعور و بين المعنى الخاص أي بالمعنى السيكولوجي،فالأول يعني كل ما لا يخضع للوعي و للإحساسا كالدورة الدموية، أما المعنىالثاني فيقصد به مجموع الأحوال النفسية الباطنية التي تؤثر في السلوك دونوعي منا. غير أن الفكرة تتضح مع فرويد باعتباره رائدا للتحليل النفسيالقائم على فكرة اللاشعور، إذ اللاشعور لديه هو ذلك الجانب الخفي منالميول و الرغبات التي تؤثر في السلوك بطريقة غير مباشرة و دون وعي. فكرة اللاشعور من الطرح الفلسفي إلى الطرح العلمي: ظل الاعتقاد سائدا لمدةطويلة أن الحياة النفسية قائمة أساسا على الشعور و الوعي و لا مجال للحديثعن اللاشعور، غير أن ذلك لا يعني أن الفلسفة لم تطرح فكرة اللاشعور بليلاحظ أن لايبنتز في اعتراضه على الفكرة الديكارتية القائلة أن النفسقادرة على تأمل كل أحوالها و من ثمة الشعور بها و يلخص هذه المعارضة فيثلاث نقاط هي: 1/ الإدراكات الصغيرة: هنالك إدراكات متناهية في الصغر لا حصر لها فيالنفس، تعجز النفس عن تأملها مثلها في ذلك مثل الموجة التي تحدث هديرانسمعه و لكن لا نستطيع سماع صوت ذرات من ماء هذه الموجة رغم أنها مؤلفةلذلك الهدير. 2/ مبدأ التتابع: لا يوافق لايبنتز على أن النفس قادرة على تأمل كلأفكارها تبعا لمبدأ التتابع فالحاضر مثقل بالماضي و مشحون بالمستقبل و ليسبالإمكان أن نتأمل و بوضوح كل أفكارنا و إلا فالتفكير يأخذ في تأمل كلتأمل إلى ما لا نهاية دون الانتقال إلى فكرة جديدة. 3/ الأفعال الآلية: و هذه ينعدم فيها الشعور، إن تأثير العادة في السلوكيجعلنا لا نشعر به أو يجعله لا شعوريا، يقول لايبنتز: "إن العادة هي التيلا تجعلنا نأبه لجعجعة المطحنة أو لضجة الشلال". النقد: إم محاولة لايبنتز الفلسفية لتأكيد إمكانية وجود اللاشعور لاقتمعارضة شديدة لأن السؤال المطروح هو كيف يمكن أن نثبت بالوعي و الشعور مالايقبل الوعي أو الشعور. وضعية علم النفس قبيل التحليل النفسي: إن تقدم علم النفس و الاهتمامبالمرضى النفسيين أدى إلى نتائج هامة في علم النفس و منها المدرستينالشهيرتين في علم النفس. 1/ المدرسة العضوية: كان تفكير الأطباء في هذه المدرسة يتجه إلى اعتبارالاضطرابات النفسية و العقلية ناشئة عن اضطرابات تصيب المخ، و يمثل هذاالرأي الطبيب الألماني وليم جريسنجر (1818-1868م) لتنتشر بعد ذلك آراءجريسنجر و كانت تعالج الاضطرابات النفسية بالعقاقير و الأدوية و الراحة والحمامات و التسلية... 2/ المدرسة النفسية: في مقابل المدرسة السابقة اعتقد بعض الأطباء ذويالنزعة النفسية أن الاضطرابات النفسية تعود إلى علل نفسية و من المؤسسينالأوائل لهذه المدرسة مسمر (1784-1815م) الذي اعتقد بوجود قوة مغناطيسيةتحكم النفس و أن امرض ناتج عن اختلال في هذه القوة و من ثمة كان جهدالطبيب ينصب على إعادة التوازن لهذه القوة. و من أشهر الأطباء الذي استخدموا التنويم في علاج الأمراض برنهايم(1837-1919م) و لقيت هذه النظرية رواجا و خاصة بعد انضمام شاركو إليها بعدما رفضها مدة طويلة في هذه الأثناء كان فرويد يولي اهتماما إلى كيفية علاجالأمراض النفسية فسافر إلى فرنسا أين اشتغل بالتنويم ثم عدل عنه بعد حين. اللاشعور مع فرويد: ما كان لفرويد أن يبدع النظرية اللاشعورية لو لا شعورهبعجز التفسير العضوي للاضطرابات النفسية وكذا عجز النظرية الروحية و يمكنتبين وجهة النظر اللاشعورية من خلال إجابتها على الأسئلة التالية: إذا كان هنالك لا شعور ما الدليل على وجوده؟ كيف يمكن أن يتكون و يشتغل؟ و كيف يمكن النفاذ إليه؟ مظاهر اللاشعور: حرص فرويد على بيان المظاهر المختلفة التي يبدو و منخلالها البعد اللاشعوري للسلوك و التي تعطي المشروعية التامة لفرضيةاللاشعور إذ يقول فرويد "إن فرضية اللاشعور فرضية لازمة و مشروعة و أن لناأدلة كثيرة على وجود اللاشعور". ومنها: * الأفعال المغلوطة: التي نسميها عادة فلتات لسان و زلات قلم و التي تدلعلى أنها تترجم رغبات دفينة، لأن السؤال الذي يطرحه فرويد هو لماذا تظهرتلك الأفعال مع أن السياق لا يقتضيها، و لماذا تظهر تلك الأخطاء بالذات لاشك أن الأمر يتعلق بوجه آخر للحياة النفسية، لأن الوعي لا ينظر إليها إلاباعتبارها أخطاء، مع أن فهمها الحقيقي لا يكون إلا في مستوى لا شعوري"فأنت ترى الإنسان السليم، كالمريض على السواء يبدي من الأفعال النفسية مال يمكن تفسيره إلا بافتراض أفعال أخرى يضيق عنه الشعور". * الاضطرابات النفسية أو العقد النفسية: مظهر آخر يدل على أن الحياةالنفسية حياة لا شعورية فهي من وجهة نظر فرويد تعبير مرضي تسلكه الرغبةالمكبوتة فيظهر أعراضا قسرية تظهر الاختلال الواضح في السلوك. * أحلام النوم: اكتسب الحلم معنى جديدا عند فرويد، إذ أوحت له تجاربه أنالرغبة المكبوتة تتحين الفرص ااتعبير عن نفسها و أثناء النوم حينما تكونسلطة الرقيب ضعيفة تلبس الرغبة المكبوتة ثوبا جديدا وتطفو على السطح فيشكل رموز على الحيل اللاشعورية كالإسقاط و التبرير...إلخ. و حاصل التحليل أن فرويد يصل نتيجة حاسمة أن المظاهر السابقة تعبر عن ثغرات الوعي و هي تؤكد على وجود حياة نفسية ل شعورية. و بتعبير فرويد تكون هذه المظاهر "حجة لا ترد" على وجود اللاشعور. الجهاز النفسي: لكي نفهم آلية اشتغال اللاشعور و طريقة تكونه يضع فرويدأمامنا تصورا للحياة النفسية، إذ يفترض أن النفس مشدودة بثلاث قوى: الهوى: الذي يمثل أقدم قسم من أقسام الجهاز النفسي و يحتوي على كل موروثطبيعي أي ما هو موجود بحكم الولادة، بمعنى أن الهوى يمثل حضور الطبيعةفينا بكل بدائيتها و حيوانتها الممثلة رأسا في الغرائز و أقوامها الجنسيةو هذه محكومة بمبدأ اللذة و بالتالي فهي تسعى التي التحقق، إنها في حالةحركة و تأثير دائم. الأنا: ونعني بها الذات الواعية و التي نشأت ونبتت في الأصل من الهوى وبفعل التنشئة امتلكت سلطة الإشراف على الحركة و السلوك و الفعل الإرادي ومهمتها حفظ الذات من خلال تخزينها للخبرات المتعلقة بها في الذاكرة و حفظالذات يقتضي التكيف سواء بالهروب مما يضر بحفظ الذات أو بالنشاط بما يحققنفس الغاية، و هي بهذا تصدر أحكاما فيما يتعلق بإشباع الحاجات كالتأجيل أوالقمع. الأنا الأعلى: و هي قوة في النفس تمثل حضور المجتمع بأوامره و نواهيه أوبلغة أخرى حضور الثقافة، فقد لاحظ فرويد أن مدة الطفولة الطويلة تجعلالطفل يعتمد على والديه الذين يزرعان فيه قيم المجتمع ونظامه الثقافي لأنهذا ما يقتضيه الواقع، فيمارس الأنا الأعلى ضغطا على الأنا. التي تكونمطالبة في الأخير بالسعي إلى تحقيق قدر من التوفيق بين مطالب الهوى وأوامر و نواهي المجتمع فيلزم على ذلك صد الرغبات و ينتج عن هذا الصد مايسمى بالكبت، الذي يختلف عن الكبح في كون الأول لا شعوري و الثاني شعوري وكبت الرغبة لا يعني موتها بل عودتها إلى الظهور في شكل جديد تمثله المظاهرالسابقة. التحليل النفسي: لم تتوقف جهود فرويد على القول بحياة نفسية لا شعورية بلاجتهد في ابتكار طريقة تساعد على النفاذ إلى المحتوى اللاشعوري لمعرفته منجهة و لتحقيق التطهير النفسي من جهة أخرى و يقوم التحليل النفسي على مبدأالتداعي الحر للذكريات و القصد منه مساعدة المريض على العودة بذاكرته إلىمراحل الطفولة الأولى و الشكل المرضي و الشاذ و المنحرف للرغبة و استعانفرويد في وقت لاحق بتحليل رموز الأحلام وكان ذلك في الأصل بطلب من إحدىمريضاته زيادة إلى البحث في النسيان شأن أستاذ الأدب الجامعية التي كانتتنسى باستمرار اسم أديب مشهور فكان أن اكتشف فرويد أن اسم الأديب هو نفسالاسم لشخص كانت له معها تجربة مؤلمة. و باختصار يمكن تلخيص مراحل العلاج في: أولا اكتشاف المضمون اللاشعوريللمريض ثانيا حمله على تذكر الأسباب و التغلب على العوائق التي تمنع خروجالذكريات من اللاشعور إلى الشعور. لكن ينبغي أن نفهم أن فرويد لم يجعل من التحليل النفسي مجرد طريقة للعلاجبل أصبح منهجا لمعرفة و فهم السلوك ثم أصبح منهجا تعدى حدود علم النفس إلىالفلسفة. قيمة النظرية اللاشعورية: حققت النظرية اللاشعورية نجاحات مهمة و عدت فتحا جديدا في ميدان العلومالإنسانية، فمن الناحية العرفية أعطت النظرية فهما جديدا للسلوك يتمبالعمق إذ لم تعد أسباب الظواهر هي ما يبدو بل أصبحت أسبابها هي ما يختفيو هذا ما أوحى للبنيوية لا حقا لتعطي ميزة للبنية من أنها لا شعوريةمتخفية ينبغي كشفها. أما من الناحية العملية فالنظرية اللاشعورية انتهتإلى منهج ساهم في علاج الاضطرابات النفسية. و مع ذلك كانت للمبالغة فيالقول باللاشعور انتقادات لاذعة يمكن إجمالها في اثنين: أولا: معرفيا ترتبعلى اللجوء البسيط إلى اللاشعور نقل ثقل الحياة النفسية من مجال واع إلىمجال مبهم غامض و هذه ملاحظة المحلل النفساني جوزاف نتان، كما ترتب علىذلك التقليل من شأن الشعور أو الوعي و هي خاصية إنسانية و هو ما ترفضهالوجودية و الظواهرية معا فكارل ياسبرس يرفض أن يكون اللاشعور أساس الوجودلأنه ببساطة وجد لدراسة السلوك الشاذ أو المرضي و لا مبرر لتعميمه،فالوجود أوسع من أن يستوعبه | |
|